




هل تساءلت يوما: من أنت؟.. لعلك تندهش وتقول: هذا بدهي! أنا فلان الفلاني (فلانة الفلانية)!.. نقول: هل تعرفك السماء أو الأرض؟ هل يعرفك الشجر والحجر؟ ولعلك تقول: هناك من يعرفني من بني جنسي؛ أقارب ومعارف!.. فنقول: هل يكفي أن يكون هؤلاء سندك على الخارطة الوجودية؟.. نريد أن نخلص إلى أنك لا تختلف عن شجرة بين الأشجار، أو عن حجر بين الأحجار، أو عن نملة بين النمل. هل تتذكر آخر نملة دستها؟ هل تعرفها باسمها واسم أبيها أو أمها؟ أم أنك لا تلتفت إليها وكأن وجودها كعدمها؟! ما الفرق بينك وبينها؟.. لعل مركزية أنانيتك توهمك أنك محور الوجود، بينما هي في هامشه! وعلى أي شيء استندت في تقييمك غير شعورك بذاتك، وغيابك عن الشعور بالنملة. ألم تفكر أن شعورك لو استطاع اختراق حاجز ذاتيتك، لربما انفتح على الوجود بأكمله؟!.. ولعلك تخاف من ضياع ذاتيتك وسط الذوات أو في الذات!
إليك أنت!..



مركزيتك توهمك أن الشمس تشرق من أجلك وتغرب، وأن القمر يضيء لك. ألم تفكر أنك عندما ترحل عن الدنيا، هل سيتوقف العالم لحظة واحدة يفتقدك؟ أم أن وجودك كعدمك؟ كالنملة بالنسبة إليك؟ هل هو عدم تقدير متبادل؟ أم أنها حقيقة تنسحب على الجميع؟..
تعال ننظر إلى معالم اهتدائك في وجودك. أنت تعيش في بيت في شارع من شوارع إحدى المدن مثلا؛ ولك عمل تذهب إليه كل صباح؛ وتلتقي خلال يومك بعدد من معارفك. يتكرر هذا لديك يوما بعد يوم، وشهرا بعد شهر، وسنة بعد سنة. كل هذا يذكرك أنك فلان الفلاني الذي يعيش في البيت الفلاني ويشتغل الشغل الفلاني. افترض أنك استيقظت يوما من نومك، فلم تجد نفسك في بيتك. وعندما خرجت، لم تتعرف على الشارع الذي أنت فيه، ولا على المدينة؛ ولا تعرفت على أحد من الناس؛ فمن ستكون يومها؟ هل ستكون أنت الشخص نفسه؟ أم أن وجودك سيتزعزع؟.. ستقول: هذا افتراض بعيد! فنقول: مع الموت، ستفقد كل هذه المعالم التي تأنس بها في دنياك! فكيف سترى نفسك بعده يا ترى.؟
يا فلان بن فلان! يا ورقة في شجرة في غابة!.. هل تساءلت يوما: من أين تأتي ازدواجية ذاتيتك؟ ألا تخاطب نفسك كما تخاطب غيرك؟ فمرة تتفقان، ومرة تختلفان؟ هل تظن أن النملة أو السمكة أو البصلة أو عتبة بيتك، لها ازدواجيتك؟ هل تتردد كما تتردد أنت؟.. هل تشك كما تشك أنت؟.. وهل تعلم أن ازدواجيتك هي سبب تكليفك؟.. ألا ترى إلى المخلوقات كيف أنها لم تُبتلَ به! ..إلا أنت وأمثالك من الإنس والجن!

xxxxxx
-
الشيخ مرآة للمريد، فما رآه فيه فهي صورته، وتبقى حقيقة الشيخ مجهولة.
-
المريد الصادق لا يهمه مقام شيخه بين الشيوخ، وإنما يهمه التقرب إلى الله بكل وسيلة.
-
الفرض، أن تشتاق إلى الله حتى لا يكون لك وقوف مع سواه، والسنة أن تغيب فيه وتستهلك.
-
الطريقة نصيب الشيخ من الطريق ذوقا، والطريق ذوق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
-
من الذكر ما هو حجاب، ومن العبادة ما هو بعد، والدين ما وصلت به إلى الله