top of page



    إن طالبنا مريد اليوم بشروط الطريق كما عرفها أسلافنا، فإن ذلك سيكون من قبيل طلب المحال في الغالب، وإن لم نطالبه بشيء فسيكون ذلك بمثابة هدم للطريق من الأساس، والحل اليوم هو كما قال أشياخنا، اعتماد التحلية قبل التخلية بعكس ما كان الأمر عليه في الماضي.

       وعليه نقبل المريد على أي حال أتى ونُلزمه بفرائض الدين بدايةً حتى يصح له أول قدم، ثم نطالبه بالتزام الذكر بكيفية متدرجة تصاعدية حتى لا تنفر نفسه من الطريق، هذا هو المستوى العام.

       ثم بعد ذلك يعامَل المتميزون بما يناسب كل واحد منهم بحسب الاستعداد، فيطالبون بما طُولب به الأولون من تجرد في الباطن واستغراق في الذكر.

       كل هذا ينبغي أن يكون تحت نظر شيخ رباني، يعلم فيما يشير به المقدمات والنتائج والآفات.

       وكل تربية تأخذ الناس بمعيار واحد فهي تربية عامة لا يمكن أن تكون صوفية. وكل شيخ يقنع من مريديه بترديد الأوراد العامة في حدها الأدنى ويكتفي منهم بالتواجد عند السماع دون التحقق بمقامات المرحلة الأولى من الطريق التي هي ما يسمى تصوف الظاهر، فهو غاش لمريديه، مسهم في قطع الناس عن طريق الله بادعائه ما ليس له.

       فليحذر الطالب على نفسه من شيوخ السوء في هذا الزمان، وليحذر الشيخ على نفسه من الدعاوى الكاذبة التي لن تنفعه عند ربه.

Your details were sent successfully!

bottom of page